الأحد، 28 يونيو 2015

آية اليوم

آية الكرسي من سورة البقرة الآية 255


قوله عز وجل : ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أخبرنا أبو منصور محمد بن سمعان أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني أنا حميد بن زنجويه أنا ابن أبي شيبة أنا عبد الأعلى عن الجريري عن أبي السليل عن عبد الله بن رباح الأنصاري عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أبا المنذر أي آية من كتاب الله أعظم؟ " قلت ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) قال فضرب في صدري ثم قال : " ليهنك العلم " ثم قال : " والذي نفس محمد بيده إن لهذه الآية لسانا وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش " .

أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف عن محمد بن إسماعيل قال عثمان بن الهيثم أبو عمرو :أخبرنا عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت : لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة قال : فخليت سبيله [ ص: 311 ] فأصبحت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟ " قلت : يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله قال : " أما إنه قد كذبك وسيعود " فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه سيعود فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت : لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : دعني فإني محتاج وعلي عيال ولا أعود ، فرحمته فخليت سبيله فأصبحت فقال : لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أبا هريرة ما فعل أسيرك " قلت : يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته وخليت سبيله قال : " أما إنه قد كذبك وسيعود " فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام ، فأخذته فقلت : لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا آخر ثلاث مرات إنك تزعم لا تعود ثم تعود قال : دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها قلت : ما هي؟ قال : إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما فعل أسيرك البارحة؟ قلت يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله قال ما هي؟ قلت : قال لي : إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) وقال : لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح وكانوا أحرص الناس على الخير فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أما إنه قد صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب من ثلاث ليال يا أبا هريرة " قلت : لا قال " ذاك شيطان " .

أخبرنا عبد الواحد المليحي أخبرنا أبو منصور السمعاني أخبرنا أبو جعفر الرياني أخبرنا حميد بن زنجويه أخبرنا يحيى بن يحيى أخبرنا أبو معاوية ،عن عبد الرحمن بن أبي بكر هو المليكي عن زرارة بن مصعب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قرأ حين يصبح آية الكرسي وآيتين من أول " حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم " ( 2 - غافر ) حفظ في يومه ذلك حتى يمسي ومن قرأهما حين يمسي حفظ في ليلته تلك حتى يصبح " . [ ص: 312 ]

قوله تعالى : ( الله ) رفع بالابتداء وخبره في ( لا إله إلا هو الحي ) الباقي الدائم على الأبد وهو من له الحياة والحياة صفة الله تعالى ( القيوم ) قرأعمر وابن مسعود " القيام " وقرأ علقمة " القيم " وكلها لغات بمعنى واحد قال مجاهد ( القيوم ) القائم على كل ( شيء ) وقال الكلبي : القائم على كل نفس بما كسبت وقيل هو القائم بالأمور . وقال أبو عبيدة : الذي لا يزول ( لا تأخذه سنة ولا نوم ) السنة : النعاس وهو النوم الخفيف والوسنان بين النائم واليقظان يقال منه وسن يسن وسنا وسنة والنوم هو الثقيل المزيل للقوة والعقل قال المفضل الضبي : السنة في الرأس والنوم في القلب فالسنة أول النوم وهو النعاس وقيل : السنة في الرأس والنعاس في العين والنوم في القلب فهو غشية ثقيلة تقع على القلب تمنع المعرفة بالأشياء نفى الله تعالى عن نفسه النوم لأنه آفة وهو منزه عن الآفات ولأنه تغير ولا يجوز عليه التغير .

أخبرنا أحمد بن إبراهيم الشريحي أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي أخبرنا عبد الله بن حامد أخبرنا محمد بن جعفر أخبرنا علي بن حرب أخبرنا أبو معاوية أخبرنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبي موسى قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات فقال : " إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام ولكنه يخفض القسط ويرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه " . ورواه المسعودي عن عمرو بن مرة وقال : حجابه النار .

( له ما في السماوات وما في الأرض ) ملكا وخلقا ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ) بأمره ( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ) قال مجاهد وعطاءوالسدي : ( ما بين أيديهم ) أمر الدنيا ( وما خلفهم ) أمر الآخرة وقال الكلبي : ( ما بين أيديهم ) يعني الآخرة لأنهم يقدمون عليها ( وما خلفهم ) الدنيا لأنهم يخلفونها وراء ظهورهم وقال ابن جريج : ما بين أيديهم ما مضى أمامهم وما خلفهم ما يكون بعدهم وقال مقاتل : ما بين أيديهم ، ما كان قبل خلق الملائكة وما خلفهم أي ما كان بعد خلقهم وقيل : ما بين أيديهم أي ما قدموه من خير أو شر وما خلفهم ما هم فاعلوه ( ولا يحيطون بشيء من علمه ) أي من علم الله ( إلا بما شاء ) أن يطلعهم عليه يعني لا يحيطون بشيء من علم الغيب إلا بما شاء مما أخبر به الرسل كما قال الله تعالى : ( فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول ) ( 36 - الجن ) قوله تعالى : ( وسع كرسيه السماوات والأرض ) أي ملأ وأحاط به واختلفوا فيالكرسي فقال الحسن : هو العرش نفسه [ ص: 313 ] وقال أبو هريرة رضي الله عنه : الكرسي موضوع أمام العرش ومعنى قوله : " وسع كرسيه السماوات والأرض " أي سعته مثل سعة السماوات والأرض وفي الأخبار أن السماوات والأرض في جنب الكرسي كحلقة في فلاة والكرسي في جنب العرش كحلقة في فلاة . ويروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أن السماوات السبع والأرضين السبع في الكرسي كدراهم سبعة ألقيت في ترس .

وقال علي ومقاتل : كل قائمة من الكرسي طولها مثل السماوات السبع والأرضين السبع وهو بين يدي العرش ويحمل الكرسي أربعة أملاك لكل ملك أربعة وجوه وأقدامهم في الصخرة التي تحت الأرض السابعة السفلى مسيرة خمسمائة عام ملك على صورة سيد البشر آدم عليه السلام وهو يسأل للآدميين الرزق والمطر من السنة إلى السنة وملك على صورة سيد الأنعام وهو الثور وهو يسأل للأنعام الرزق من السنة إلى السنة وعلى وجهه غضاضة منذ عبد العجل وملك على صورة سيد السباع وهو الأسد يسأل للسباع الرزق من السنة إلى السنة [ وملك على صورة سيد الطير وهو النسر يسأل الرزق للطير من السنة إلى السنة ] وفي بعض الأخبار أن ما بين حملة العرش وحملة الكرسي سبعين حجابا من ظلمة وسبعين حجابا من نور غلظ كل حجاب مسيرة خمسمائة عام لولا ذلك لاحترق حملة الكرسي من نور حملة العرش .

وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أراد بالكرسي علمه وهو قول مجاهد ومنه قيل لصحيفة العلم كراسة وقيل : كرسيه ملكه وسلطانه والعرب تسمي الملك القديم كرسيا ، ( ولا يئوده ) أي لا يثقله ولا يشق عليه يقال : آدني الشيء أي أثقلني ( حفظهما ) أي حفظ السماوات والأرض ( وهو العلي ) الرفيع فوق خلقه والمتعالي عن الأشياء والأنداد وقيل : العلي بالملك والسلطنة ( العظيم ) الكبير الذي لا شيء أعظم منه .



بعد بسم الله الرحمن الرحيم

اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ 


استمع الى الاية




الخميس، 25 يونيو 2015

كيف تخشع في صلاتك

تابع هنا

آية اليوم

الآية 4 من سورة يوسف


هذه الآية القرآنية الكريمة جاءت في مطلع سورة يوسف‏,‏ وهي سورة مكية‏,‏ وآياتها مائة واحدي عشرة‏(111)‏ آية بعد البسملة‏,‏ وقد سميت بهذا الاسم لدورانها حول قصة نبي الله يوسف‏,‏ وهي القصة الوحيدة من قصص الأنبياء التي جاءت كاملة في احدي سور القرآن الكريم‏.‏ وقد جاء ذكر نبي الله يوسف ـ عليه السلام ـ باسمه صراحة في أربع وعشرين‏(24)‏ آية من آيات السورة التي تحمل اسمه‏,‏ كما جاء في آية واحدة في كل من سورتي الأنعام وغافر‏,‏ وبذلك يكون ذكر هذا النبي الصالح قد جاء في ست وعشرين‏(26)‏ آية من آيات القرآن الكريم‏.‏

بعد بسم الله الرحمن الرحيم





استمع الى الاية 



الأحد، 21 يونيو 2015

مسابقات رمضان الالكترونية




المسابقة الأولى

المسابقة الرمضانية الخامسة للاعجاز العلمي في القرآن و السنة

http://www.eajaz.org/ramadan_contest

المسابقة الثانية


مسابقة الصفح والتسامح الرمضانية الالكترونية ضمن مشروع الثقافة الإسلامية العلمية ديني هويتي 
http://www.iacad.gov.ae/ar/pages/Ramadancompetition.aspx

تفسير الآية

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول تعالى ممتنا على خلقه بما أنزل إليهم من القرآن العظيم على رسوله الكريم : ( ياأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم أي : زاجر عن الفواحش ، ( وشفاء لما في الصدور أي : من الشبه والشكوك ، وهو إزالة ما فيها من رجس ودنس ، ( وهدى ورحمة أي : محصل لها الهداية والرحمة من الله تعالى . وإنما ذلك للمؤمنين به والمصدقين الموقنين بما فيه ، كما قال تعالى : ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ) [ الإسراء : 82 ] ، وقال تعالى : ( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد ) [ فصلت : 44 ] . ص: 275 ]

آية اليوم




الآية 57 من سور يونس
بعد بسم الله الرحمن الرحيم


يَا أيها النَّاسُ قَدْ جاءتكم مَّوْعِظَةٌ مِّن ربكم وشفاء لِّمَا فِي الصدور وَهُدًى ورحمة للمؤمنين






الخميس، 18 يونيو 2015

استمع الى القرآن بقارئك المفضل وأنت تستخدم بالانترنت



فوت علي (سطح المكتب) و اضغط (كليك يمين) ثم اختار
new
جديد
... ... ... ومنها
Shortcut
إنشاء إختصار
...
سيظهر لك نافذة بها مستطيل من فضلك الصق هذا احد هذه الروابط



الإذاعة العامة - اذاعة متنوعة لمختلف القراء
mms://50.22.223.13/radio



إذاعة القارئ ماهر المعيقلي
mms://50.22.223.13/maher



إذاعة القارئ أحمد العجمي
mms://50.22.223.13/ajm



إذاعة القارئ سعود الشريم
mms://50.22.223.13/shur



إذاعة القارئ عبدالباسط عبدالصمد
mms://50.22.223.13/basit



إذاعة القارئ عبدالرحمن السديس
mms://50.22.223.13/sds



إذاعة القارئ سعد الغامدي
mms://50.22.223.13/s_gmd



إذاعة القارئ محمد صديق المنشاوي
mms://50.22.223.13/minsh



إذاعة القارئ عبدالباسط عبدالصمد - المصحف المجود
mms://50.22.223.13/basit_mjwd



إذاعة القارئ مشاري العفاسي
mms://50.22.223.13/afs



إذاعة القارئ خالد القحطاني
mms://50.22.223.13/qht



إذاعة القارئ ناصر القطامي
mms://50.22.223.13/qtm







إذاعة القارئ فارس عباد
mms://50.22.223.13/frs_a



إذاعة القارئ إدريس أبكر
mms://50.22.223.13/abkr



إذاعة القارئ ياسر الدوسري
mms://50.22.223.13/yasser



إذاعة القارئ شيخ أبو بكر الشاطري
mms://50.22.223.13/shatri



ثم next
ثم سميها بالاسم الذى فوق الرابط
ثم finish
وفي النهاية تجد علي سطح المكتب (ايقونة) وشكلها زي (المديا بلاير او الريل بلير)
المهم اضغط عليها 2 كليك تعمل معك اذاعة القران الكريم التى اخترتها .


اليوم على MBC1




#رمضان_كريم
رحلة #خواطر11 تبدأ اليوم
#بسم_الله
على قناة MBC الساعة ٦:١٥ مساءً — ‏مع ‏Ahmad AlShugairi - أحمد الشقيري

دعاءء اليوم الثاني


" اَللّهُمَّ قَرِّبْني فيهِ اِلى مَرضاتِكَ ، وَ جَنِّبْني فيهِ مِن سَخَطِكَ وَ نَقِماتِكَ ، وَ وَفِّقني فيهِ لِقِرائَةِ اياتِِكَ ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحمينَ "




دعاء اليوم الأول

اَللّهُمَّ اجْعَلْ صِيامي فيهِ صِيامَ الصّائِمينَ وَ قِيامي فيِهِ قِيامَ القائِمينَ ، وَ نَبِّهْني فيهِ عَن نَوْمَةِ الغافِلينَ ، وَهَبْ لي جُرمي فيهِ يا اِلهَ العالمينَ ، وَاعْفُ عَنّي يا عافِياً عَنِ المُجرِمينَ .

شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن

الحمد لله رب العالمين، أحمده سبحانه حمداً يليق بجلاله وعظمته وقدرته وعظيم سلطانه، الحمد لله الذي أوجب الصيام في رمضان على عباده، والصلاة والسلام على من سن القيام في رمضان لأصحابه واتباعه. أما بعد:
فإنا نحمد الله إليكم أن بلغنا رمضان لهذا العام، ولا يخفى على كل مسلم ما لرمضان من مكانة في القلوب، كيف لا وهو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، شهر كله هبات وعطايا ومنن من الحق سبحانه وتعالى، وسنتطرق إلى خاصية من خصائص هذا الشهر الكريم عن سواه من الشهور.
ومن خلال آية البقرة وفي قوله تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ1. نقف جميعاً مع تلك الخاصية العظيمة، بل هي أعظم خصائص هذا الشهر الكريم.

فإن هذه الآية الكريمة من سورة البقرة من أعظم آي القرآن الكريم خيراً وبركة؛ وذلك لأنها أوجبت صوم شهر رمضان الذي هو شهر البركة والخير، ولأنها أشادت بفضل القرآن العظيم ونوّهت إلى ما فيه من الهدى والفرقان، والقرآن كله بركة وخير؛ ولأنها قرّرت رخصة الإفطار للمريض والمسافر والرخصة يسر، واليسر بركة وخير؛ ولأنها أبانت عن مراد الله تعالى لأمة الإسلام، ذلك المراد الكريم وهو اليسر في كل أمور هذه الأمة وشؤونها, والبعد بها عن مواطن الحرج والعسر. وفي هذا المراد الإلهي الخير كله والبركة جميعها؛ ولأنها بشرت أمة القرآن بهداية الله تعالى لها وهيأتها لشكر نعم ربها عليها وفي ذلك من الخير والبركة ما لا يعلم مداه إلا الله.
ألفاظها ومفرداتها:
"قوله تعالى: شهر رمضان: هو الشهر التاسع من شهور السنة القمرية، ولفظ الشهر مأخوذ من الشهرة، ورمضان مأخوذ من رمض الصائم إذا حرّ جوفه من العطش.
وقوله تعالى: الذي أنزل فيه القرآن هذه آية فضله على غيره من سائر الشهور، حيث أنزل فيه القرآن.
وقوله تعالى: هدى للناس هادياً للناس إلى ما فيه كمالهم وسعادتهم في الدارين.
وقوله: وبينات من الهدى والفرقان البينات: جمع بينة، والهدى: الإرشاد، والمراد: أن القرآن نزل هادياً للناس، ومبيناً لهم سبيل الهدى موضحاً طريق الفوز والنجاة، فارقاً لهم بين الحق والباطل في كل شؤون الحياة.
قوله: فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ حضر الإِعلان عن رؤيته.
قوله: فعدة من أيام أخر فعليه القضاء بعدد الأيام التي أفطرها مريضاً أو مسافراً.
قوله: ولتكملوا العدة وجب القضاء؛ من أجل إكمال عدة الشهر ثلاثين أو تسعة وعشرين يوماً.
قوله: وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وذلك عند إتمام صيام رمضان من رؤية الهلال إلى العودة من صلاة العيد، والتكبير مشروع، وفيه أجر كبير، وصفته المشهورة: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
قوله: ولعلكم تشكرون فرض عليكم الصوم وندبكم إلى التكبير؛ لتكونوا بذلك من الشاكرين لله تعالى على نعمه؛ لأن الشكر هو الطاعة".2
المعنى العام للآية الكريمة:
لما ذكر تعالى أنه كتب على أمة الإِسلام الصيام في الآية السابقة، وأنه أيام معدودات، بينّ في هذه الآية أن المراد من الأيام المعدودات أيام شهر رمضان المبارك الذي أنزل فيه القرآن هادياً وموضحاً طرق الهداية، وفارقاً بين الحق والباطل، فقال تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ.
فهو سيد الشهور وأفضلها؛ بما خصه الله تعالى به من نزول القرآن سيد الكتب وأفضلها فيه ابتداءً، حيث نزل الروح الأمين بأول آية منه وهي: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ3، في رمضان بلا خلاف، وانتهاءً؛ حيث نزل القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا، وكان ذلك في ليلة القدر من رمضان لقوله تعالى: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ4، وقوله: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ5. وهي ليلة القدر ويشهد لذلك الاحتفاء بها من قبل الملائكة في السماء والمؤمنين من الناس في الأرض كل ليلة قدر من رمضان تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ6.
كما أن الله تعالى قد أنزل في شأن صيام رمضان قرآناً، به وجب صومه وتحتم على المؤمنين، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ7، وقال: فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ8.
فهذه المعاني الثلاثة التي أوردناها تندرج كلها تحت لفظ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن.
 ثم قال تعالى: فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ إذن القضية رؤيا بصرية فمن شهد، والشهود معلوم كيف يكون، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته)9 فعلقه بالرؤية، وما جعلت الأهلة مواقيت للناس، إلا لعباداتهم من صوم وحج، وعدة نسائهم، وآجال ديونهم، هذا الهلال الذي يظهر فيكبر، ثم يصغر فيختفي؛ ليعود من جديد آية بينة من آيات الله، وعلامة في العبادات، فمن شهد منكم الشهر ولا يمكن أن تترك هذه الرؤية ما دامت النصوص الشرعية قد نصت عليها أبداً، ولا أن نلغي النصوص، ولا أن نعتدي عليها، ولا أن نعطلها، ولا أن نوقف العمل بها؛ لما يقترحه البعض من إجراء الحسابات.10
ثم قال تعالى: وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وفي هذا المقطع من الآية تعليل لرخصة الإفطار في رمضان بسبب المرض أو السفر، كما فيه بشرى تثلج لها صدور المؤمنين وتقرّ بها أعين المسلمين، إذ أخبرهم ربهم أن شأنه سبحانه وتعالى معهم دائماً إرادة اليسر بهم، ونفي العسر عنهم في كل ما يشرع لهم, ويدعوهم إليه ويهديهم إلى فعله والقيام به من سائر العبادات والقرب والطاعات.
ثم علل تعالى للقضاء بقوله: لِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ أي عدة أيام رمضان هذا أولاً، وثانياً: لتكبروا الله على ما هداكم عندما تكملون الصيام برؤية هلال شوال، وأخيراً: ليعدكم بالصيام والذكر للشكر.
وقال عز وجل: وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ.11
ويتضمن هذا الجزء الأخير من الآية ثلاث تعليلات:
 الأول: التعليل لقضاء ما أفطر فيه المريض والمسافر من رمضان، فإن العلة في القضاء هي أن يكمل المؤمن عدة صوم رمضان, فيصوم تسعة وعشرين يوماً أو ثلاثين، فيثاب ثواب من صام كل رمضان ولم يفطر فيه، وهذا خير عظيم وفضل كبير حيث أيام القضاء - وهي قطعاً من غير شهر رمضان بانضمامها إلى عدة أيام رمضان- تصبح ذات فضل وأجر كأنما هي من شهر رمضان.
والثاني: التعليل لهداية الله تعالى لهذه الأمة إلى أكمل الشرائع وأحسنها، وأجلها وأعظمها، مع التوفيق للأخذ بها والعمل بما فيها، مما يبعث على تكبير الله تعالى وتعظيمه، فالقلوب تستشعر عظمة الله تعالى من عظمة علمه وتشريعه، والألسن تلهج بذكره وتكبيره: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر ولله الحمد.
والتعليل الثالث: فإنه مسوق لكل ما تقدم من الإنعامات الإلهية على هذه الأمة، فالله تعالى يَخْلُق ليُذكر ويُنعِم ليُشكَر، وتلك الغاية التي من أجلها خلق الخلق، فإنه ما خلق ولا رزق ولا أكرم ولا أنعم إلا ليذكر بذلك؛ ويشكر فيما أنعم تعالى على هذه الأمة المسلمة من جزيل النعم، وعظيم الامتنان فهو أعدها لشكره, وهو الشكور الحليم.12
ما في الآية من هداية:
إنّ في كل آية من كتاب الله تعالى هداية خاصة تحملها للمؤمنين، وللناس أجمعين، إذ كل آية تدل باللزوم على وجود الله وقدرته، وعلمه، ورحمته وسائر نعوت الكمال له، كما تدل على نبوة محمد ورسالته -صلى الله عليه وسلم-، وأعظم بهذه الهداية من هداية للعالمين, كما تدل بدلالة الخطاب على هداية خاصة، وقد تتعدد وجوه الهداية في الآية الواحدة كما في هذه الآية المباركة فتبلغ العدد الكثير، وهذا طرف مما حملته هذه الآية من هداية لأمة الإسلام:
1 – جمع قلوب المسلمين على تعظيم ما عظم الله تعالى من شهر رمضان والقرآن العظيم، وفي هذا من الهداية والبركة والخير ما لا يقدر قدره، ولا يعرف مداه ولا يُطاق حصره.
2 – رفع قيمة أمة الإسلام، وإظهارها في مظاهر الوحدة والنظام مما يجعلها المثل الكامل بين شعوب العالم وأممه إذا التزمت ذلك.
3 –المحافظة على ينابيع الخير والجمال والكمال في أمة الإسلام، وذلك بقيامها بشكر الله تعالى بذكره وطاعته، والشكر يقيد النعم الواردة ويجلب النعم الشاردة، كما قيل وصح.
4 – تقرير مبدأ الخير والجمال، وهما زينة حياة الأمم والشعوب، وسرّ مجدها وعنصر بقائها حية قوية نامية صالحة تنفع وتضر، وتهدي الحيارى إلى سبل الخير والسلام.13
اللهم اجعلنا دعاة إلى سبيلك يا رب العالمين، اللهم تقبل صيامنا وقيامنا يا أرحم الراحمين، اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، اللهم كثرت ذنوبنا وعفوك أكثر فيا عفو أعف عنا، والحمد لله رب العالمين.

آية اليوم الأول

آيـــــــــة اليـــــــوم

آية " شهر رمضان" من سورة البقرة ,الآية 185 



تُبين هذه الآية الكريمة فضل شهر رمضان من خلال ذكر اسم الشهر الكريم ونزول القرآن الكريم فيه، وتحمل الكثير من المعاني؛ لأنها أشادت بفضل القرآن العظيم، ونوَّهت إلى ما فيه من الهدى والفرقان، وبشرت أمة القرآن بهداية الله تعالى لها، وهيأتها لشكر نِعم ربها عليها، وما في ذلك من الخير والبركة ما لا يعلم مداه إلا الله.




بعد بسم الله الرحمن الرحيم 


اسمع الى الآية